مضى الاسبوع الاول علي زفافهما ..كان يدللها ..يفعل كل ما بوسعه لإرضائها .
.لكنها كانت تشعر بالغربة ..رغم أنها لم تغادر بلدتها بعد ..
لاتدري لماذا يراودها هذا الشعور ..ألأنها ذهبت مع رجل غريب عنها ..لم تعرفه بعد ..أم لأنها لازال يسكنها بقايا أشلاء عشقها القديم..
لا ليست الاجابة الثانية ..معاذ الله ..أن تفكر برجل آخر ..وهي بين احضان زوجها !!..
تذكر ذلك اليوم جيدا ..عندما ذهبا الي شاطيء البحر الأحمر ليلا ..كان الشاطيء يخلو من الناس ..
لمحها ..وهي ترمق البحر بعينيها ..كأنها تشتاقه كثيرا ..
دنا منها ..وسألها بدهشة .. ..
- نور في شي ..
استدارت بوجهها تجاهه ..
نظرت في عينيه كثيرا ..ثم اجابته ..
- عارف ..طول عمري بشوف الناس اللي بيحبوا بعض ..وهما بيقعدوا علي رمل البحر ..
ويقعدوا يتكلموا..
(ابتسمت )ثم أكملت ..في حزن ..
- كان نفسي اعرف الناس دي بتقول لبعض إيه؟ ..
(تبسم ضاحكا)ثم قال:وليش نفسك ..أنا باخدك وبخبرك ايش كانوا بيجولوا ..
اصطحبها إلي الرمال ..جلسا معا ..
أسندت برأسها علي ساعده ..
كانت تنظر إلي عينيه ..وتختلس النظرات الي البحر ..
أخذ يضمها بين ذراعيه ..لكنها لأول مرة تلمح بعينيه ..نظرات حزينة ..لم تعهدها من قبل ..
أطال النظر بعينيها ..ثم سألها بنبرة حزينة ..
- نور انتي من جد بتحبيني ..؟
تفاجئت بالسؤال ..ثم أجابته في دهشة ..
- ليه بتسأل السؤال ده ..؟
اجابها في حزن:لأني دايما بحس إن عيونك شاردة ..مامعي أبدا ..دايما بحسك ..بتبعدي عني ..
حتي واحنا مع بعض ..بحس إنك بعيدة..بعيدة مرة يا نور ..كأنك بتخافي تقربيلي ..كأنك بتخافي تحبيني ..ليه ما بعرف ..
توقف عن الكلام للحظات ..ابتعدت عن حضنه قليلا ..استدارت تجاه البحر ..وأجابته في حزن ..
- بخاف ..بخاف كل اللي انا فيه ده يروح ..خايفة انك تسيبني ..في يوم من الأيام ..هي الحياة كده ..مش بتدوم لحد ..
أمسك برأسها بين كفيه ..نظر في عينيها بغضب ثم قال:وليش تخافي! ..ليه كل حاجة بحياتك تخشيها ..؟!
انا ما راح اترك روحي ..وانتي روحي يا نور ..
.لكنها كانت تشعر بالغربة ..رغم أنها لم تغادر بلدتها بعد ..
لاتدري لماذا يراودها هذا الشعور ..ألأنها ذهبت مع رجل غريب عنها ..لم تعرفه بعد ..أم لأنها لازال يسكنها بقايا أشلاء عشقها القديم..
لا ليست الاجابة الثانية ..معاذ الله ..أن تفكر برجل آخر ..وهي بين احضان زوجها !!..
تذكر ذلك اليوم جيدا ..عندما ذهبا الي شاطيء البحر الأحمر ليلا ..كان الشاطيء يخلو من الناس ..
لمحها ..وهي ترمق البحر بعينيها ..كأنها تشتاقه كثيرا ..
دنا منها ..وسألها بدهشة .. ..
- نور في شي ..
استدارت بوجهها تجاهه ..
نظرت في عينيه كثيرا ..ثم اجابته ..
- عارف ..طول عمري بشوف الناس اللي بيحبوا بعض ..وهما بيقعدوا علي رمل البحر ..
ويقعدوا يتكلموا..
(ابتسمت )ثم أكملت ..في حزن ..
- كان نفسي اعرف الناس دي بتقول لبعض إيه؟ ..
(تبسم ضاحكا)ثم قال:وليش نفسك ..أنا باخدك وبخبرك ايش كانوا بيجولوا ..
اصطحبها إلي الرمال ..جلسا معا ..
أسندت برأسها علي ساعده ..
كانت تنظر إلي عينيه ..وتختلس النظرات الي البحر ..
أخذ يضمها بين ذراعيه ..لكنها لأول مرة تلمح بعينيه ..نظرات حزينة ..لم تعهدها من قبل ..
أطال النظر بعينيها ..ثم سألها بنبرة حزينة ..
- نور انتي من جد بتحبيني ..؟
تفاجئت بالسؤال ..ثم أجابته في دهشة ..
- ليه بتسأل السؤال ده ..؟
اجابها في حزن:لأني دايما بحس إن عيونك شاردة ..مامعي أبدا ..دايما بحسك ..بتبعدي عني ..
حتي واحنا مع بعض ..بحس إنك بعيدة..بعيدة مرة يا نور ..كأنك بتخافي تقربيلي ..كأنك بتخافي تحبيني ..ليه ما بعرف ..
توقف عن الكلام للحظات ..ابتعدت عن حضنه قليلا ..استدارت تجاه البحر ..وأجابته في حزن ..
- بخاف ..بخاف كل اللي انا فيه ده يروح ..خايفة انك تسيبني ..في يوم من الأيام ..هي الحياة كده ..مش بتدوم لحد ..
أمسك برأسها بين كفيه ..نظر في عينيها بغضب ثم قال:وليش تخافي! ..ليه كل حاجة بحياتك تخشيها ..؟!
انا ما راح اترك روحي ..وانتي روحي يا نور ..
كفكف دموعها ..ثم احتضنها بشدة ..وضمته بين ذراعيها بشدة ..كطفلة تخشي أن يتركها ..
مصدر أمنها وسعادتها ..
مضي يومان آخران ..ثم استعدا للرحيل ..
ذهبا إلي المطار..اوقفته عندما لم يتجه الى صالة المغادرين إلي بلاده..
- انت رايح فين ..ده للمغادرين لاوروبا ..!
تبسم ضاحكا .ثم قال لها:يا بنت مش انا وعدتك ..اني بفطرك بباريس ..الساعة داحين 11 مساء ..باظن بنلحق الفطور ..
دنت منه برفق..وهمست له ..
- لو ينفع احضنك قدام الناس .كنت حضنتك ..بحبك أوي ..
صعدا إلي الطائرة ..ربطا الأحزمة ..ثم قبض بكفه علي كفها ..كان يبث الأمان داخلها ..
دمعت عيناها الآن ..وضمت أصابعها الي كفها في حسرة ..عندما تذكرت تلك اللحظة ..
وصلا إلي باريس ..تلك العاصمة ..التي طالما رأتها بأحلام اليقظة ..لم يخطر ببالها ..أنها ستزورها يوما ..
اسبتدلا ملابسهما داخل الفندق ..ثم غادرا لتناول الفطور ..ثم ذهبا إلي برج إيفل ..
تتذكر عندما أصابها الذعر عندما اصطحبها الي برج إيفل..
- لا انا مش هطلع..
- ليه يا بنتي ..ايش اللي بيه يعني ..!!
- لا ..اخاف مليش دعوة ..
- ها .ايش جُلنا عالخوف هادا ..
- لا ..كله الا ده ..انت مش شايف طول ايه ..؟
تبسم ضاحكا ..ثم اجتذبها في شدة وقال:يلا يا نور ..راح تطلعي يعني راح تطلعي ..
تذكر جيدا عندما دنا منها ..داخل المصعد ..وهمس لها ..:اغمضي عيونك ولا تفتحيهم غير لما اخبرك ..
- (باستنكار):ياسلام كمان همشي وأنا مغمضة عيوني ..
- (باصرار):قلت غمضي عيونك يعني غمضي عيونك ..انا زوجك واسمعي الكلام ..
أغمضت عينيها ..ثم اصطحبها الى شرفة البرج ..
احتضنها من الخلف بشدة ..ثم همس لها ..
- فتحي عيونك ..
نظرت .فوجدت نفسها ..أعلي هذا البرج الشاهق ..ترى الناس صغارا صغارا...جدا .. تملكها الخوف ..وسيطرت عليها الرهبة ..
- لا تخافي ..لاتخافي ..أنا ماسكك ..وانتي بحضني ..وما راح اتركك ابدا..افهمي هالشي منيح ..مو هون بس ..بعمري كله ..
ما باقدر اعيش دونك ..
نبض قلبها بشدة الآن ..عندما تذكرت تلك اللحظات ..آه ثم آه ..علي بداية الحب ..آه وآه.. لو كان الحب كله فقط ..بدايات ..
عادا الي الفندق ..بعد يوم مليئ بالفرحة والابتسامات ..ارتدت أكثر الاثواب فتنة ..وجمالا ..
دنت منه برفق ..وهمست له ..باحتياج ..:هو انت هتنام ..؟
اخذ يرمقها بعينيه ..ثم هز برأسه نافيا ..اقتربت منه ..نظرت بعينيه ..وقالت له في خجل ..:ينفع اطلب منك طلب ..
- اكيد حبيبتي ..
- (باستحياء):ينفع كل يوم انام في حضنك ..ينفع ..
اجتذبها نحوه ..وضمها بين ذراعيه ..وغفت ..
لا تذكر إلا أياماً معدودة ..تلك التي لم تغف بها ..بين أحضانه ..
غادرا الي بلاده..
مصدر أمنها وسعادتها ..
مضي يومان آخران ..ثم استعدا للرحيل ..
ذهبا إلي المطار..اوقفته عندما لم يتجه الى صالة المغادرين إلي بلاده..
- انت رايح فين ..ده للمغادرين لاوروبا ..!
تبسم ضاحكا .ثم قال لها:يا بنت مش انا وعدتك ..اني بفطرك بباريس ..الساعة داحين 11 مساء ..باظن بنلحق الفطور ..
دنت منه برفق..وهمست له ..
- لو ينفع احضنك قدام الناس .كنت حضنتك ..بحبك أوي ..
صعدا إلي الطائرة ..ربطا الأحزمة ..ثم قبض بكفه علي كفها ..كان يبث الأمان داخلها ..
دمعت عيناها الآن ..وضمت أصابعها الي كفها في حسرة ..عندما تذكرت تلك اللحظة ..
وصلا إلي باريس ..تلك العاصمة ..التي طالما رأتها بأحلام اليقظة ..لم يخطر ببالها ..أنها ستزورها يوما ..
اسبتدلا ملابسهما داخل الفندق ..ثم غادرا لتناول الفطور ..ثم ذهبا إلي برج إيفل ..
تتذكر عندما أصابها الذعر عندما اصطحبها الي برج إيفل..
- لا انا مش هطلع..
- ليه يا بنتي ..ايش اللي بيه يعني ..!!
- لا ..اخاف مليش دعوة ..
- ها .ايش جُلنا عالخوف هادا ..
- لا ..كله الا ده ..انت مش شايف طول ايه ..؟
تبسم ضاحكا ..ثم اجتذبها في شدة وقال:يلا يا نور ..راح تطلعي يعني راح تطلعي ..
تذكر جيدا عندما دنا منها ..داخل المصعد ..وهمس لها ..:اغمضي عيونك ولا تفتحيهم غير لما اخبرك ..
- (باستنكار):ياسلام كمان همشي وأنا مغمضة عيوني ..
- (باصرار):قلت غمضي عيونك يعني غمضي عيونك ..انا زوجك واسمعي الكلام ..
أغمضت عينيها ..ثم اصطحبها الى شرفة البرج ..
احتضنها من الخلف بشدة ..ثم همس لها ..
- فتحي عيونك ..
نظرت .فوجدت نفسها ..أعلي هذا البرج الشاهق ..ترى الناس صغارا صغارا...جدا .. تملكها الخوف ..وسيطرت عليها الرهبة ..
- لا تخافي ..لاتخافي ..أنا ماسكك ..وانتي بحضني ..وما راح اتركك ابدا..افهمي هالشي منيح ..مو هون بس ..بعمري كله ..
ما باقدر اعيش دونك ..
نبض قلبها بشدة الآن ..عندما تذكرت تلك اللحظات ..آه ثم آه ..علي بداية الحب ..آه وآه.. لو كان الحب كله فقط ..بدايات ..
عادا الي الفندق ..بعد يوم مليئ بالفرحة والابتسامات ..ارتدت أكثر الاثواب فتنة ..وجمالا ..
دنت منه برفق ..وهمست له ..باحتياج ..:هو انت هتنام ..؟
اخذ يرمقها بعينيه ..ثم هز برأسه نافيا ..اقتربت منه ..نظرت بعينيه ..وقالت له في خجل ..:ينفع اطلب منك طلب ..
- اكيد حبيبتي ..
- (باستحياء):ينفع كل يوم انام في حضنك ..ينفع ..
اجتذبها نحوه ..وضمها بين ذراعيه ..وغفت ..
لا تذكر إلا أياماً معدودة ..تلك التي لم تغف بها ..بين أحضانه ..
غادرا الي بلاده..
وصلا إلي المنزل..
دق ياسر الباب الرئيسي..قامت الخادمة بفتح الباب ..سمراء اللون ..تبدو حبشية الأصل ..
دخلا المنزل ..كان مكونا من عدة ..طوابق ..بأدراج داخلية ..أخذت ترمقه بعينيها ..كان فارها بحق ..
وجدت نساء كثيرات في استقبالهما ...لا تعرف واحدة منهن..سوى والدته ..وجدت البعض مرحبا ..والبعض متوجسا منها خيفة ..والبعض الآخر مفتعلا
الحب ..لكن العين لا توحي بذلك ..
أتين وقبلنها ..
صعدت هي وزوجها إلي الجناح المخصص لهما ..بالطابق الثالث ..
خطت بقدمها اليمنى داخل ..عشها الزوجي ..
- (بانبهار):ايه ده ..ده زي الكتالوج بالظبط ..
-إي حبيبتي ..مش انتي اللي اخترتيها ..سويتلك اللي بدك اياه ..
أخذت تساعده في استبدال ملابسه ..ووضعت عنها عباءتها ..
- علي فكرة مرات اخوك السورية دي مش طايقاني ..
- الله احنا هنبتدي شغل المصاروة ..
- (بغضب):ياسلام ومالهم بقي المصريين ..
تبسم ضاحكا ثم قال:ع راسي المصاروة ..ياعمري ..
- (محاولة افتعال الضيق):آه ما هو واضح ..
اقترب منها ..وضمها بين ذراعيه .وقال لها بحنان:باموت فيكي يا عمري ..
- (بحزن):انا خايفة يا ياسر ..حاسة اني هبقي هنا لوحدي ..
- علي اساس اني مت ..
- بعد الشر عنك..بس انا معرفش حد هنا ..
- لا تجلجي يا نور ..شوي وبتتعودي..وبيصير ليكي رفقات بالبيت ..لاتخافي ..
يلا سكري النور ..أبغي انام..تعبان مرة ..
أغلقت الأنوار ..أخذت تتقلب يمينا ويسارا..كأن النوم قد فر منها ..أخذت تفكر وتفكر ..أي حياة هذه التي سوف تحياها ..
قطع تفكيرها صوت ياسر:تعالي يا حبيبتي .بحضني ..ونامي ..نااااااامي شوي ..وبطلي جلج بجي ..
حل الظلام ..وبدأت الليلة الاولي لها ..بهذا المنزل ..استيقظت علي ضجيج ياسر ..أثناء ارتداء ملابسه ..
لاول مرة تراه بالجلباب السعودي ..
أخذت ترمقه بعينيها ..
- (بصوت يغلبه النعاس):انت رايح فين ..
- خارج شوي..عندي مشوار مع ابوي ..
انتفضت في ذعر:ايه! ..انت هتخرج وتسبني هنا ..؟!
- ايش هو اللي سايبني هون..هو انا تاركك ببيت الاشباح ..اكبري شوي يا نور ..
مضى إلى خارج الغرفة ..ثم عاد ثانيةً..
- نور .امسكي الهاتف هادا ..حجك ..بيدج علي دولي..لو بدك تحكي حدا ...
اخذت تتأمل أرجاء الغرفة ..أين هي ؟ ..تشعر بالوحدة ..لا تعرف أحدا هنا ..أين امها ..واخواتها ..ورفيقاتها ..؟
اخذت تفكر وتفكر ..إلي أن قطع تأملها ..صوت ..دقات على باب الغرفة ..ذهبت بخطوات ..بطيئة ..خائفة ..مترقبة ..
وجدت الخادمة ..
الخادمة:ماما بتجولك هي منتظراكي ..تحت ..لو تبغي تجلسي معهن ..
نور: ماما مين ..
وجدت امرأة ..قادمة خلف الخادمة..
المرأة:ازيك يا جميل ..معلش مشوفتكيش ..كنت خارجة ..
نور :ايه ده انتي مصرية ..؟
المرأة:أيوة ..أنا مرات فهد..أخو ياسر الكبير ..
تبسمت ..شعرت كأنها وجدت ..ما يسكن القلق بداخلها قليلا ..
المرأة :انا اسمي عزة ..يانور ..
نور :انتي تعرفي اسمي ..؟
عزة:أكيد ..ياسر كان بيدوش دماغ والدته بيكي ..وهي كانت بتحكيلنا ..
(تبسمت في خجل)..
عزة:صحيح.. كلهم مستنينك تحت ..
نور :ماشي هلبس العباية والطرحة ..وهنزل ..
عزة:لالا ..انتي تلبسي ..حاجة كده ..من اللي عندك ..والعباية فوقها كده ..وبننزل تحت نقلعها ..
نور (بدهشة):ماشي ..
عزة:تعالي انقيلك حاجة ..وريني لبسك كده ..؟
لاحظت الجرأة بهذة المرأة ..لكنها لم تكترث ..ففرحتها بوجود مصرية ..مماثلة لها ..جعتلها لا تكترث بشيء ..
جلست إلي والدة ياسر ..وأخواته البنات ..وزوجات اخوته ..
وجدتهن بجنسيات مختلفة ..أكثرهن طيبة سعوديات الجنسية ..وأكثرهن جمالا ..زوجة أخيه السورية ..لكنها لم تطمئن لها ..بينما كانت أكثرهن ودا .. المصرية ..
صعدت إلي غرفتها ..عند قدوم ياسر ..
افتعلت الحزن ..ومضت الي سريرها ..لتغفو..
اقترب منها ..وقبلها بجبينها ..
- خلاص يا نور ..ايش اللي جرى لما تركتك يعني ..! ..لازم تتعودي ..وتعرفي طباعهم ..وتتأقلمي معهم ..
ثم همس لها بحنان:اشتجتلك ..
- (بدلال..):آه ..ما هو واضح..عشان كده خرجت .
- (بغضب):يووووه يانور ..اكبري شوي بقي ..ايه دخل الخروج بحبي ليكي ..
انا هبتدي الشغل ..مش هجلس جنبك يعني ..
استدار بوجهه ليغفو ..
شعرت بالحرج ..لأنها اغضبته ..اقتربت منه ..برفق ..وهمست له..:عملت ايه في الشغل ..؟
- بتفهمي فيه يعني..عشان اخبرك ايش سويت ..
- (بغضب):لية جاهلة يعني ..
اجابها ممازحا ..:معاذ الله ..
- شكرا يا استاذ ياسر ..
تبسم ضاحكا ..ضمها بين ذراعيه ..ثم همس لها:انتي ايش سويتي اليوم ..بدوني ..
- وحشتني اوي ..
- وايه كمان ..
- مفيش ..نزلت تحت ..وقعدت معاهم ..آه واتعرفت علي عزة صحيح ..طيبة اوي..
- لا يانور ..مانصحك..تاخديها رفيجة إلك ..فهماني ..
- ليه يعني ..ولا هي عشان مصرية ..
- (بغضب):نور خبرتك ..لا تاخديهارفيجة ..فهمتيني ..مسوية مشاكل بالبيت كتير ..
- خلاص خلاص ..احنا هنتخانق عشانها ..
- ولا نتخانق ولا شي ..بس عشان مصلحتك ..
- ماشي يا حبيبي..اللي تؤمر بيه ..
مضت الايام تلو الايام .
.تبسمت الآن عندما نظرت الي عبدالله ..طفلها الأكبر ..
تذكرت ..يوم أخبرت والده بحملها ..
تذكر شجارها معه قبل معرفة نوع الجنين بيوم واحد..عندما أخبرتها عزة أن ياسر ..سيتزوج عليها ان لم تنجب له ذكرا ..
تذكر عندما دخل الغرفة ..ووجدها تبكي ..وحاولت كفكفة دموعها سريعا ..عندما أتي ..
- مالك يا حبيبتي ..بتبكي ليش ..؟!
- (بصوت خافت):مفيش ..
- لا في ..ايه هتخبي علي حبيبك ..!
- (بصوت ..يتخلله صوت نحيبها):انت ممكن تجوز عليا ..لو مجبتش ولد ..صح ..؟
تبسم ضاحكا ثم اجابها:بتبكي علي هيك...والله انتي طفلة ..يا مجنونة ..بتظني اني اتزوج عليكي لو ما جبتي ولد .. هادا بامر ربنا سبحانه وتعالي ..
- ايوه بس هنا عندكم كده ..وأخوك بندر اتجوز علي مراته لما جابتهم بنات ..
صح ولا أنا غلطانة؟ ..وانت هتعمل كده.. انا عارفة ..
- وانتي ايش اللي خلا هالفكرة ..تسيطر عليكي ..مرة واحدة هيك ..
- مفيش ..عزة هي اللي نبهت..
(ثم توقفت عن التحدث..عندما ادركت أنها نسيت..وذكرت عزة أمامه ..)
- (بغضب):برضه عزة! ..برضه بتجلسي معها! ..وبرضه بتسمعي كلامها !..وبرضه بتحشر بدماغك الأفكار السودة!
اجتذب يدها بشدة ..ونظر بعينيها بحدة ..ثم قال:نور اسمعيني.. انا ماراح خلي حدا يدخل بحياتنا فهمتي علي؟.. ولا راح اسمحلك ..انك تدخليها بحياتنا ..فهمتي علي؟ ..
ثم تركها ومضي إلى خارج الغرفة ..
وقضت اولى لياليها دونه..
.دقت هاتفه صباحا ..
- (بدلال):شكرا اوي انك سايبني وانا حامل وتعبانة ..ونايم بعيد عني ..
- نور ايش تبغي ..
- مش هتيجي معايا للدكتور ..
- لا..ابقي خلي عزة تروح معاكي..
- (محاولة استثارة غضبه):دي تتمني ..اطلب منها طلب ..
- نور ..لاتعصبيني عليكي ..
- (بدلال):خلاص تعالى يلا خدني للدكتور..
أتي ليصطحبها الي الطبيب..ركبت السيارة..لم يحدثها طوال الطريق..أخذت تختلس النظرات إليه
- إنت مش هتنطق حاجة ..
- لا ..
أمسكت بيده في دلال..
- وحشتني ..
- اتركيني لو سمحتي ..
- في ايه يا ياسر لكل ده؟! ..
- والله! ..ما بتعرفي ايش فيه! ..انا عمري ما بامرك بشي..واما اَمرك..ما تنفذي! .. وانا بسويلك كل شي تبغيه ..
- كل ده عشان كلمت عزة!..خلاص حقك عليا ..متبقاش كشري كده ..
وأكملت حديثها بدلال..:وبعدين كده اتصل بيك امبارح مليون مرة متردش..! مكونتش فاكراك قاسي كده ؟؟!
- يلا يا نور ..لاتدللي...فوتي يلا ع الطبيبة ..انا ناطرك ...
توقفت السيارة..وذهبت إلى الطبيبة ..أخبرتها الطبيبة..أن الجنين ذكر ..شعرت كأن الدنيا لا تتسع لفرحتها ..
ذهبت إلي السيارة .وجدته يحاول ان يخفي ..لهفته ..وترقبه ..إلي ما ستخبره به ..
أطالت النظر إلي عينيه ..ثم همست له .(بفرح).:ولد ..هجيب ولد ..
ارتسمت علي وجهه ابتسامة مملوءة بالسعادة والفرحة ..
تذكر عندما عادا الي المنزل ..وضمها بين ذراعيه ..تذكر عندما قبلته ..وهمست له:فرحان يا ياسر ..
- اكيد يا حبيبتي ..فرحان عشان هيجيلي ولد منك..بس مو معناه اني كنت هتركك لو كانت بنت ..خليكي واثقة فيني شوي ..
همست له:بحبك اوي ..
مضت عدة أيام ..اضطر ياسر الي السفر لدبي ..لإنهاء بعض اعماله ..
تذكر شجارها معه ..قبل سفره ..
- انت هتسافر وتسبني ..وانا كده ..؟!
- يانور عادي يعني ..وبعدين لازم اروح أخلص اللي ورايا هناك ..
- خلاص ما تاخدني معاك يعني ..
- مينفعش ..قلتلك ..أنا رايح أنا والشباب بس ..انتي مينفعش تيجي معنا ..
- (بغضب):يوووه بقي ..انت كل حاجة لأ ..
استدارت ..ومضت لتغفو ..
اقترب منها ..مسح علي شعرها برفق ..وهمس لها: بعوضهالك ..لاتجلجي ..بس ارجع ..ونسافر ..أي مكان تبغيه ..
تقلبت علي جانبها الايسر ..وقالت له بدلال ..:مش عاوزة منك حاجة ..
- بس انا عاوز ..
- عايز ايه ..يلا يا حبيبي مع السلامة ..عشان تبقي تسافر كويس ..وتسيبني ..
اقترب منها ..وهمس لها :خلي عزة تملى دماغك كمان وكمان ..
واستدار ..وغفا ..
عاد ياسر بعد اسبوع ..تذكر عندما أخذت تبدل باثوابها..الواحد تلو الاخر ..تذكر عندما دخل الغرفة ..ووجدها ..
تتذمر وتنظر الي المراة بغضب ..
احتضنها من الخلف ..
- ايش القمر هادا ..
- (بحزن):قمر ايه! ..بص بطني كبرت ازاي ..
- (ضاحكا):يانور ما انتي حامل ..مش هتكبر يعني ..!!
- طبعا بصيت لستين واحدة هناك ..
تبسم ضاحكا ثم قال :ياحبيبتي والله ..ما كان معايا وقت ..ابص ورايا ..
وبعدين الدجيجتين اللي كنت بفضى فيهم ..كنت بكلمك فيهم .. وارد علي رسايلك ..
- (بدلال):يعني مبصتش لحد خالص خالص ..
- والله يا نور ما بشوف حد غيرك ..حد يبقي القمر معاه ويبص لحد تاني
- آه ..القمر وبطنها قدامها ..
همس لها بحنان:البطن دي جواها ..أحلي ابن بالدنيا ..
- (بحزن):انت بجد يا ياسر مش بتشوف حد غيري ..؟
- والله يا نور ما بشوف حدا غيرك..صدجيني لو جلتلك ..بحس ان في حاجة ناجصة فيهم .. ولا تساليني ايش هي ..لاني ما بعرف ..بحس الحاجة دي بظن ..هي انهم مش نور ..
ضمته بين ذراعيها ..
- ها حضرتي الشنط..؟
- (بدهشة):شنط ايه..؟
- ما جلتلك قبل ما اسافر ..راح اعوضهالك؟ ..يلا راح نروح أبها ..
أحضرت حقائبها ..ووضعت ما تحتاجه من ملابس ..ارتدت عباءتها ..
أمسك يدها بحنان ..وضع يده الأخري داخل جيبه ..واخرج خاتما مرصع بالماس..ألبسها اياه ..
- (بانبهار): ايه ده يا ياسر ..؟
نظر بعينيها ..وأجابها بحنان ..:هدية صغيرة ..إلك ...
- بس ده شكله غالي اوي ..
- ما في شي بيغلى عليكي ..
ضمته بين ذراعيها بشدة ..وهمست له ..:أنا بحبك أوي...ربنا يقدرني ..واقدر اسعدك يا حبيبي ..
تبسم..ثم قال لها:طيب يلا يا حبيبتي ..عشان ننزل ..أنا جهزت السيارة..
اقتربت منه ..وهمست له ..
- (بدلال):هو انت عاوز تسافر دلوقتي ..لازم يعني ..
هز براسه نافيا ..
ثم سكتت شهر زاد عن الكلام المباح ..
ومضت الايام..
.تذكر اعتناءه بها ..
وحنانه عليها ..وتحمله غضبها كثيرا وكثيرا ..في تلك الفترة ..الأكثر ألما وصعوبة على المرأة ..
تذكر دلاله لها ..والركض الي غرفتها فور وصوله إلى المنزل ..تذكر عندما كان لا يناديها الا أميرتي ..أو هرتي ..مما كان يثير غضب وغيرة ..زوجة أخيه السورية ..ليست السورية فقط بل باقي نساء المنزل..كانوا يغبطونها ..علي حبه لها ..
علي دلاله لها ..لم تكن واحدة منهن ..تعامل ..مثل ما كان يعاملها ياسر ..
تذكر عندما افاقت من الوضع ..فوجدت ياسر بجانبها ..يقبلها علي جبينها بحنان ..
تذكر مشاجرتهما علي اسم الطفل ..
وصدمتها عندما اخبرها ..برغبته في اطلاق عليه عبدالله ..ليطابق جده بالاسم ..
تذكر عندما اعترضت بشدة ..ولم تخبره أن هذا الاسم ..يمثل لها ذكري أمنية تمنتها يوما ..وبغضتها كل يوم ..
تذكر عندما استجابت لتوسلاته لها ..لأن يطلقا عليه هذا الاسم
تذكر عندما عادت الي مصر ..لترى والدتها ..كانت أولى زياراتها لمصر ..
تذكر فرحة العائلة بطفلها الصغير ..ودهشتهم منها ..فقد اصبحت تطابق نساء تلك البلدة بعاداتهن ّ..وتقاليدهن ..وزيهن ..
حتي أنها صار لديها خادمة خاصة بها ..وبأولادها
تذكر عندما قصت عليها صديقتها ..اخبار حبيبها السابق ..وقصة زواجه بامرأة سيئة الخلق والسمعة ..وتألمت كثيرا ..عندما علمت بحاله ..وندمت.. وندمت لأنها يوما ما..أرادت أن تكون ..زوجة لرجل مثل هذا ..حقا "من شب على شيء شاب عليه "...و"رفقائك الذين اخترتهم لتلهو معهم..هم ايضا رفقاء
جدك ..وحياتك .."
عادت إلي المملكة مرة أخرى ..ومضى عام علي إنجابها الطفل الأول ..ألح ياسر عليها ..أن تنجب له طفلا اخر ..
كانت ترفض بشدة ..لأنها يتبقي لها عام دراسي كامل ..وسترهق كثيرا ..لكنها استجابت له ..بعد ان عاهدها بأن يعاونها علي استذكار دروسها ..
لم يمض العام الثالث ..الا وقد وضعت طفلها الثاني ..واطلقت عليه القاسم ..اسوة برسول الله (عليه افضل الصلاة والسلام) في اسم ابنه..
دق ياسر الباب الرئيسي..قامت الخادمة بفتح الباب ..سمراء اللون ..تبدو حبشية الأصل ..
دخلا المنزل ..كان مكونا من عدة ..طوابق ..بأدراج داخلية ..أخذت ترمقه بعينيها ..كان فارها بحق ..
وجدت نساء كثيرات في استقبالهما ...لا تعرف واحدة منهن..سوى والدته ..وجدت البعض مرحبا ..والبعض متوجسا منها خيفة ..والبعض الآخر مفتعلا
الحب ..لكن العين لا توحي بذلك ..
أتين وقبلنها ..
صعدت هي وزوجها إلي الجناح المخصص لهما ..بالطابق الثالث ..
خطت بقدمها اليمنى داخل ..عشها الزوجي ..
- (بانبهار):ايه ده ..ده زي الكتالوج بالظبط ..
-إي حبيبتي ..مش انتي اللي اخترتيها ..سويتلك اللي بدك اياه ..
أخذت تساعده في استبدال ملابسه ..ووضعت عنها عباءتها ..
- علي فكرة مرات اخوك السورية دي مش طايقاني ..
- الله احنا هنبتدي شغل المصاروة ..
- (بغضب):ياسلام ومالهم بقي المصريين ..
تبسم ضاحكا ثم قال:ع راسي المصاروة ..ياعمري ..
- (محاولة افتعال الضيق):آه ما هو واضح ..
اقترب منها ..وضمها بين ذراعيه .وقال لها بحنان:باموت فيكي يا عمري ..
- (بحزن):انا خايفة يا ياسر ..حاسة اني هبقي هنا لوحدي ..
- علي اساس اني مت ..
- بعد الشر عنك..بس انا معرفش حد هنا ..
- لا تجلجي يا نور ..شوي وبتتعودي..وبيصير ليكي رفقات بالبيت ..لاتخافي ..
يلا سكري النور ..أبغي انام..تعبان مرة ..
أغلقت الأنوار ..أخذت تتقلب يمينا ويسارا..كأن النوم قد فر منها ..أخذت تفكر وتفكر ..أي حياة هذه التي سوف تحياها ..
قطع تفكيرها صوت ياسر:تعالي يا حبيبتي .بحضني ..ونامي ..نااااااامي شوي ..وبطلي جلج بجي ..
حل الظلام ..وبدأت الليلة الاولي لها ..بهذا المنزل ..استيقظت علي ضجيج ياسر ..أثناء ارتداء ملابسه ..
لاول مرة تراه بالجلباب السعودي ..
أخذت ترمقه بعينيها ..
- (بصوت يغلبه النعاس):انت رايح فين ..
- خارج شوي..عندي مشوار مع ابوي ..
انتفضت في ذعر:ايه! ..انت هتخرج وتسبني هنا ..؟!
- ايش هو اللي سايبني هون..هو انا تاركك ببيت الاشباح ..اكبري شوي يا نور ..
مضى إلى خارج الغرفة ..ثم عاد ثانيةً..
- نور .امسكي الهاتف هادا ..حجك ..بيدج علي دولي..لو بدك تحكي حدا ...
اخذت تتأمل أرجاء الغرفة ..أين هي ؟ ..تشعر بالوحدة ..لا تعرف أحدا هنا ..أين امها ..واخواتها ..ورفيقاتها ..؟
اخذت تفكر وتفكر ..إلي أن قطع تأملها ..صوت ..دقات على باب الغرفة ..ذهبت بخطوات ..بطيئة ..خائفة ..مترقبة ..
وجدت الخادمة ..
الخادمة:ماما بتجولك هي منتظراكي ..تحت ..لو تبغي تجلسي معهن ..
نور: ماما مين ..
وجدت امرأة ..قادمة خلف الخادمة..
المرأة:ازيك يا جميل ..معلش مشوفتكيش ..كنت خارجة ..
نور :ايه ده انتي مصرية ..؟
المرأة:أيوة ..أنا مرات فهد..أخو ياسر الكبير ..
تبسمت ..شعرت كأنها وجدت ..ما يسكن القلق بداخلها قليلا ..
المرأة :انا اسمي عزة ..يانور ..
نور :انتي تعرفي اسمي ..؟
عزة:أكيد ..ياسر كان بيدوش دماغ والدته بيكي ..وهي كانت بتحكيلنا ..
(تبسمت في خجل)..
عزة:صحيح.. كلهم مستنينك تحت ..
نور :ماشي هلبس العباية والطرحة ..وهنزل ..
عزة:لالا ..انتي تلبسي ..حاجة كده ..من اللي عندك ..والعباية فوقها كده ..وبننزل تحت نقلعها ..
نور (بدهشة):ماشي ..
عزة:تعالي انقيلك حاجة ..وريني لبسك كده ..؟
لاحظت الجرأة بهذة المرأة ..لكنها لم تكترث ..ففرحتها بوجود مصرية ..مماثلة لها ..جعتلها لا تكترث بشيء ..
جلست إلي والدة ياسر ..وأخواته البنات ..وزوجات اخوته ..
وجدتهن بجنسيات مختلفة ..أكثرهن طيبة سعوديات الجنسية ..وأكثرهن جمالا ..زوجة أخيه السورية ..لكنها لم تطمئن لها ..بينما كانت أكثرهن ودا .. المصرية ..
صعدت إلي غرفتها ..عند قدوم ياسر ..
افتعلت الحزن ..ومضت الي سريرها ..لتغفو..
اقترب منها ..وقبلها بجبينها ..
- خلاص يا نور ..ايش اللي جرى لما تركتك يعني ..! ..لازم تتعودي ..وتعرفي طباعهم ..وتتأقلمي معهم ..
ثم همس لها بحنان:اشتجتلك ..
- (بدلال..):آه ..ما هو واضح..عشان كده خرجت .
- (بغضب):يووووه يانور ..اكبري شوي بقي ..ايه دخل الخروج بحبي ليكي ..
انا هبتدي الشغل ..مش هجلس جنبك يعني ..
استدار بوجهه ليغفو ..
شعرت بالحرج ..لأنها اغضبته ..اقتربت منه ..برفق ..وهمست له..:عملت ايه في الشغل ..؟
- بتفهمي فيه يعني..عشان اخبرك ايش سويت ..
- (بغضب):لية جاهلة يعني ..
اجابها ممازحا ..:معاذ الله ..
- شكرا يا استاذ ياسر ..
تبسم ضاحكا ..ضمها بين ذراعيه ..ثم همس لها:انتي ايش سويتي اليوم ..بدوني ..
- وحشتني اوي ..
- وايه كمان ..
- مفيش ..نزلت تحت ..وقعدت معاهم ..آه واتعرفت علي عزة صحيح ..طيبة اوي..
- لا يانور ..مانصحك..تاخديها رفيجة إلك ..فهماني ..
- ليه يعني ..ولا هي عشان مصرية ..
- (بغضب):نور خبرتك ..لا تاخديهارفيجة ..فهمتيني ..مسوية مشاكل بالبيت كتير ..
- خلاص خلاص ..احنا هنتخانق عشانها ..
- ولا نتخانق ولا شي ..بس عشان مصلحتك ..
- ماشي يا حبيبي..اللي تؤمر بيه ..
مضت الايام تلو الايام .
.تبسمت الآن عندما نظرت الي عبدالله ..طفلها الأكبر ..
تذكرت ..يوم أخبرت والده بحملها ..
تذكر شجارها معه قبل معرفة نوع الجنين بيوم واحد..عندما أخبرتها عزة أن ياسر ..سيتزوج عليها ان لم تنجب له ذكرا ..
تذكر عندما دخل الغرفة ..ووجدها تبكي ..وحاولت كفكفة دموعها سريعا ..عندما أتي ..
- مالك يا حبيبتي ..بتبكي ليش ..؟!
- (بصوت خافت):مفيش ..
- لا في ..ايه هتخبي علي حبيبك ..!
- (بصوت ..يتخلله صوت نحيبها):انت ممكن تجوز عليا ..لو مجبتش ولد ..صح ..؟
تبسم ضاحكا ثم اجابها:بتبكي علي هيك...والله انتي طفلة ..يا مجنونة ..بتظني اني اتزوج عليكي لو ما جبتي ولد .. هادا بامر ربنا سبحانه وتعالي ..
- ايوه بس هنا عندكم كده ..وأخوك بندر اتجوز علي مراته لما جابتهم بنات ..
صح ولا أنا غلطانة؟ ..وانت هتعمل كده.. انا عارفة ..
- وانتي ايش اللي خلا هالفكرة ..تسيطر عليكي ..مرة واحدة هيك ..
- مفيش ..عزة هي اللي نبهت..
(ثم توقفت عن التحدث..عندما ادركت أنها نسيت..وذكرت عزة أمامه ..)
- (بغضب):برضه عزة! ..برضه بتجلسي معها! ..وبرضه بتسمعي كلامها !..وبرضه بتحشر بدماغك الأفكار السودة!
اجتذب يدها بشدة ..ونظر بعينيها بحدة ..ثم قال:نور اسمعيني.. انا ماراح خلي حدا يدخل بحياتنا فهمتي علي؟.. ولا راح اسمحلك ..انك تدخليها بحياتنا ..فهمتي علي؟ ..
ثم تركها ومضي إلى خارج الغرفة ..
وقضت اولى لياليها دونه..
.دقت هاتفه صباحا ..
- (بدلال):شكرا اوي انك سايبني وانا حامل وتعبانة ..ونايم بعيد عني ..
- نور ايش تبغي ..
- مش هتيجي معايا للدكتور ..
- لا..ابقي خلي عزة تروح معاكي..
- (محاولة استثارة غضبه):دي تتمني ..اطلب منها طلب ..
- نور ..لاتعصبيني عليكي ..
- (بدلال):خلاص تعالى يلا خدني للدكتور..
أتي ليصطحبها الي الطبيب..ركبت السيارة..لم يحدثها طوال الطريق..أخذت تختلس النظرات إليه
- إنت مش هتنطق حاجة ..
- لا ..
أمسكت بيده في دلال..
- وحشتني ..
- اتركيني لو سمحتي ..
- في ايه يا ياسر لكل ده؟! ..
- والله! ..ما بتعرفي ايش فيه! ..انا عمري ما بامرك بشي..واما اَمرك..ما تنفذي! .. وانا بسويلك كل شي تبغيه ..
- كل ده عشان كلمت عزة!..خلاص حقك عليا ..متبقاش كشري كده ..
وأكملت حديثها بدلال..:وبعدين كده اتصل بيك امبارح مليون مرة متردش..! مكونتش فاكراك قاسي كده ؟؟!
- يلا يا نور ..لاتدللي...فوتي يلا ع الطبيبة ..انا ناطرك ...
توقفت السيارة..وذهبت إلى الطبيبة ..أخبرتها الطبيبة..أن الجنين ذكر ..شعرت كأن الدنيا لا تتسع لفرحتها ..
ذهبت إلي السيارة .وجدته يحاول ان يخفي ..لهفته ..وترقبه ..إلي ما ستخبره به ..
أطالت النظر إلي عينيه ..ثم همست له .(بفرح).:ولد ..هجيب ولد ..
ارتسمت علي وجهه ابتسامة مملوءة بالسعادة والفرحة ..
تذكر عندما عادا الي المنزل ..وضمها بين ذراعيه ..تذكر عندما قبلته ..وهمست له:فرحان يا ياسر ..
- اكيد يا حبيبتي ..فرحان عشان هيجيلي ولد منك..بس مو معناه اني كنت هتركك لو كانت بنت ..خليكي واثقة فيني شوي ..
همست له:بحبك اوي ..
مضت عدة أيام ..اضطر ياسر الي السفر لدبي ..لإنهاء بعض اعماله ..
تذكر شجارها معه ..قبل سفره ..
- انت هتسافر وتسبني ..وانا كده ..؟!
- يانور عادي يعني ..وبعدين لازم اروح أخلص اللي ورايا هناك ..
- خلاص ما تاخدني معاك يعني ..
- مينفعش ..قلتلك ..أنا رايح أنا والشباب بس ..انتي مينفعش تيجي معنا ..
- (بغضب):يوووه بقي ..انت كل حاجة لأ ..
استدارت ..ومضت لتغفو ..
اقترب منها ..مسح علي شعرها برفق ..وهمس لها: بعوضهالك ..لاتجلجي ..بس ارجع ..ونسافر ..أي مكان تبغيه ..
تقلبت علي جانبها الايسر ..وقالت له بدلال ..:مش عاوزة منك حاجة ..
- بس انا عاوز ..
- عايز ايه ..يلا يا حبيبي مع السلامة ..عشان تبقي تسافر كويس ..وتسيبني ..
اقترب منها ..وهمس لها :خلي عزة تملى دماغك كمان وكمان ..
واستدار ..وغفا ..
عاد ياسر بعد اسبوع ..تذكر عندما أخذت تبدل باثوابها..الواحد تلو الاخر ..تذكر عندما دخل الغرفة ..ووجدها ..
تتذمر وتنظر الي المراة بغضب ..
احتضنها من الخلف ..
- ايش القمر هادا ..
- (بحزن):قمر ايه! ..بص بطني كبرت ازاي ..
- (ضاحكا):يانور ما انتي حامل ..مش هتكبر يعني ..!!
- طبعا بصيت لستين واحدة هناك ..
تبسم ضاحكا ثم قال :ياحبيبتي والله ..ما كان معايا وقت ..ابص ورايا ..
وبعدين الدجيجتين اللي كنت بفضى فيهم ..كنت بكلمك فيهم .. وارد علي رسايلك ..
- (بدلال):يعني مبصتش لحد خالص خالص ..
- والله يا نور ما بشوف حد غيرك ..حد يبقي القمر معاه ويبص لحد تاني
- آه ..القمر وبطنها قدامها ..
همس لها بحنان:البطن دي جواها ..أحلي ابن بالدنيا ..
- (بحزن):انت بجد يا ياسر مش بتشوف حد غيري ..؟
- والله يا نور ما بشوف حدا غيرك..صدجيني لو جلتلك ..بحس ان في حاجة ناجصة فيهم .. ولا تساليني ايش هي ..لاني ما بعرف ..بحس الحاجة دي بظن ..هي انهم مش نور ..
ضمته بين ذراعيها ..
- ها حضرتي الشنط..؟
- (بدهشة):شنط ايه..؟
- ما جلتلك قبل ما اسافر ..راح اعوضهالك؟ ..يلا راح نروح أبها ..
أحضرت حقائبها ..ووضعت ما تحتاجه من ملابس ..ارتدت عباءتها ..
أمسك يدها بحنان ..وضع يده الأخري داخل جيبه ..واخرج خاتما مرصع بالماس..ألبسها اياه ..
- (بانبهار): ايه ده يا ياسر ..؟
نظر بعينيها ..وأجابها بحنان ..:هدية صغيرة ..إلك ...
- بس ده شكله غالي اوي ..
- ما في شي بيغلى عليكي ..
ضمته بين ذراعيها بشدة ..وهمست له ..:أنا بحبك أوي...ربنا يقدرني ..واقدر اسعدك يا حبيبي ..
تبسم..ثم قال لها:طيب يلا يا حبيبتي ..عشان ننزل ..أنا جهزت السيارة..
اقتربت منه ..وهمست له ..
- (بدلال):هو انت عاوز تسافر دلوقتي ..لازم يعني ..
هز براسه نافيا ..
ثم سكتت شهر زاد عن الكلام المباح ..
ومضت الايام..
.تذكر اعتناءه بها ..
وحنانه عليها ..وتحمله غضبها كثيرا وكثيرا ..في تلك الفترة ..الأكثر ألما وصعوبة على المرأة ..
تذكر دلاله لها ..والركض الي غرفتها فور وصوله إلى المنزل ..تذكر عندما كان لا يناديها الا أميرتي ..أو هرتي ..مما كان يثير غضب وغيرة ..زوجة أخيه السورية ..ليست السورية فقط بل باقي نساء المنزل..كانوا يغبطونها ..علي حبه لها ..
علي دلاله لها ..لم تكن واحدة منهن ..تعامل ..مثل ما كان يعاملها ياسر ..
تذكر عندما افاقت من الوضع ..فوجدت ياسر بجانبها ..يقبلها علي جبينها بحنان ..
تذكر مشاجرتهما علي اسم الطفل ..
وصدمتها عندما اخبرها ..برغبته في اطلاق عليه عبدالله ..ليطابق جده بالاسم ..
تذكر عندما اعترضت بشدة ..ولم تخبره أن هذا الاسم ..يمثل لها ذكري أمنية تمنتها يوما ..وبغضتها كل يوم ..
تذكر عندما استجابت لتوسلاته لها ..لأن يطلقا عليه هذا الاسم
تذكر عندما عادت الي مصر ..لترى والدتها ..كانت أولى زياراتها لمصر ..
تذكر فرحة العائلة بطفلها الصغير ..ودهشتهم منها ..فقد اصبحت تطابق نساء تلك البلدة بعاداتهن ّ..وتقاليدهن ..وزيهن ..
حتي أنها صار لديها خادمة خاصة بها ..وبأولادها
تذكر عندما قصت عليها صديقتها ..اخبار حبيبها السابق ..وقصة زواجه بامرأة سيئة الخلق والسمعة ..وتألمت كثيرا ..عندما علمت بحاله ..وندمت.. وندمت لأنها يوما ما..أرادت أن تكون ..زوجة لرجل مثل هذا ..حقا "من شب على شيء شاب عليه "...و"رفقائك الذين اخترتهم لتلهو معهم..هم ايضا رفقاء
جدك ..وحياتك .."
عادت إلي المملكة مرة أخرى ..ومضى عام علي إنجابها الطفل الأول ..ألح ياسر عليها ..أن تنجب له طفلا اخر ..
كانت ترفض بشدة ..لأنها يتبقي لها عام دراسي كامل ..وسترهق كثيرا ..لكنها استجابت له ..بعد ان عاهدها بأن يعاونها علي استذكار دروسها ..
لم يمض العام الثالث ..الا وقد وضعت طفلها الثاني ..واطلقت عليه القاسم ..اسوة برسول الله (عليه افضل الصلاة والسلام) في اسم ابنه..
تذكر عندما فاجأها ..عندما احضر لها والدتها ..بعد وضعها طفلها الثاني ..
تذكر كيف كان يعامل أهلها ..كيف اطمأنت والدتها ..إليه ..عندما رأت معاملته الطيبة لها ..ودلاله وحنانه عليها .. وكيف كان يتوجها ملكة ..لا يناديها الا اميرتي ..فاستكان قلب ..والدتها وهدأ....
مضي العام الرابع ..كانت قد تعلقت بياسر تعلقا شديدا ..وإن لم تكن أحبته لذاته ..بالماضي ..فقد عشقته اليوم ..وولهت به هي الاخرى ..
كان يومها مقسما بينه ..وبين أبنائها ..كان اباً حنونا علي أبنائه..لكن ليس بمقدار الحنان الذي يعطيه لها ..
وإن كان أنجب طفلين..فهو يشعر بأن لديه ابنة ثالثة ..يدللها ..وتغفو بين أحضانه كل يوم ..
كان لها ..الأب الحنون..والأخ الغيور..والزوج العاشق ..كان وكان وكان..كان رجلا بحق ..
إلي أن أتت الرياح ..بما لاتشتهي السفن...
تذكر كيف كان يعامل أهلها ..كيف اطمأنت والدتها ..إليه ..عندما رأت معاملته الطيبة لها ..ودلاله وحنانه عليها .. وكيف كان يتوجها ملكة ..لا يناديها الا اميرتي ..فاستكان قلب ..والدتها وهدأ....
مضي العام الرابع ..كانت قد تعلقت بياسر تعلقا شديدا ..وإن لم تكن أحبته لذاته ..بالماضي ..فقد عشقته اليوم ..وولهت به هي الاخرى ..
كان يومها مقسما بينه ..وبين أبنائها ..كان اباً حنونا علي أبنائه..لكن ليس بمقدار الحنان الذي يعطيه لها ..
وإن كان أنجب طفلين..فهو يشعر بأن لديه ابنة ثالثة ..يدللها ..وتغفو بين أحضانه كل يوم ..
كان لها ..الأب الحنون..والأخ الغيور..والزوج العاشق ..كان وكان وكان..كان رجلا بحق ..
إلي أن أتت الرياح ..بما لاتشتهي السفن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق