كفت عن استكمال طعامها ..واسندت برأسها ثانية الي المقعد..كأنها طفلة صغيرة ..تحاول ان تعود في عجلة..لاستكمال فيلما سينمائيا..يحلو لها ..
بدأت ترتسم علي وجهها معالم الحزن شيئا فشيئا ..ذهبت بمخيلتها الي ذاك اليوم ..او بالاحري تلك الليلة..
كانت اولي ايامها داخل الجامعة ..لكن الجامعة اصبحت لا تمثل لها شيئا..وكأـن الجامعة كانت لها ..موضع التقاء نصفها الاخر..فعندما وجدته خارج الجامعة..اصبحت الجامعة سرابا..لايمثل لها شيئا..سوى عبء الذهاب يوميا..لاستذكار دروس وحسابات معقدة تبغضها كثيرا..فهي تكره هذه المواد..وهذه الدراسة...
وتنوي داخل قرارة نفسها ..ألاتعمل.. فهي قد رسمت علي رمال البحر ..قصرا ستحيا به مع حبيبها.. لن تعمل، ولن يشغلها غيره ..لم تكن تدري أن أكبر خطأ يمكن ان ترتكبه المرأة ان تحيا لأجل رجل!...أن تدور حول محور واحد..هو سعادته!
قضت نصف ليلتها ترتدي الثياب وتخلعها.. كانت في حيرة من أمرها ..أي الثياب سيبدي جمالها ..أي الثياب ستظهرها نحيفة اكثر ..كانت تتردد بين هذا وذاك..
هذا اللون يبدي جمال وجهها أكثر ..لكن هذا يبديها أكثر نحافة ..وهذا يبديها ممشوقة القوم اكثر ..حتى استقرت علي احداهم ..لازالت حتي اليوم تحتفظ به داخل غرفتها الكبيرة ...بعقارها ..الذي أهداها اياه زوجها ..طليقها ..لا بل غادرها ..حتي نصدق القول ...
اخذت تتذكر تلك الليلة ..وما دار بينها وبين حبيبها ..
هي:أنا زهقت نفسي اشوفك أوي ومش بقيت بعرف انزل عشان الكلية ..
هو:خلاص أنا اجيلك الكلية ..ونقعد في أي حتة ..
هي:بجد ؟..
ثم بدأ يتسلل الخوف إليها
وأكملت حديثها في رهبة
هي:بس افرض حد شافنا ؟..
هو:مش مهم ..إنتي حبيبتي.. مش مهم الناس كلها تعرف إني بحبك وإنتي بتحبيني! إنتي قريب هتكوني جزء من حياتي..أنا مش بعتبرك واحدة بحبها وخلاص ..
متخافيش بقي ..
كانت تظن في الماضي أنه يريد أن يقتل الخوف الذي يسكنها ..منذ الصغر ..لكن الآن أدركت أنه كان لايخشي عليها ..لا يبالي إذا أصابها أذي بسببه
استرخت برأسها علي وسادتها ..وأخذت تسبح وتسبح في عالمها الاخر ..ماذا سيحدث غدا؟ ..كيف ستكلمه وجها لوجه دون أن تخشي شيئا؟..حقا ستنظر في عينيه
كم احبتهم ..كم تمنت الزواج منه فقط لأجل أن تستيقظ ..فتري هاتين العينين ..يغفونها بين أحضانهما ..
ولكن فجأة استيقظت من عالمها ..وانتفضت ..لقد نسيت أن زجاجة عطرها قد كسرت ...
اخذت تفكر وتفكر ماذا ستفعل..إلى أن استقر بها التفكير..ان تطلب عطرا من الصيدلية ..كان آخر ما بقي معها من نقود..كانت قد مضت توفر في هذه النقود منذ أكثر من شهرين ..لتشتري بها اكسسورات تريدها ..كانت قد رأتها ..ولكن ثمنها كان باهظا ..فآثرت ألا تطلب ثمنها من والديها وتدبر هي النقود لشرائها...
لم تبال بأن النقود سوف تفني، ولن تقوم بشراء ما تريد ..
كل ما كان يشغلها هو مظهرها أمامه غدا ..رائحتها ..ثوبها ..كل شيء ..يجب أن يكون علي أتم وجه
استيقظت باكرا ...تناولت هاتفها ..وتحدثت اليه
هي:صحيت؟ ..
هو:منمتش اصلا ..كنت بلعب بلاي ستيشن ..
هي:طيب وهاتيجي ازاي
هو:ملكيش دعوة أنا واخد علي كده ..المهم إنتي يلا البسي ..وروحي الكلية
وأنا ساعة وهالبس واجيلك ...
اغلقت هاتفها ..وارتدت ثيابها ..وذهبت الي الكلية ..مضت المحاضرة الاولي.. ثم الثانية ..
اخذت تدق الهاتف مرة ...ثم الثانية ...ثم الثالثة ..
لايوجد رد ...هذا ما وجدت ..منه
اخذت تدق المرة تلو الأخري ..ولكن دون .جدوي
كان قد مر أكثر من ساعتين أو أكثر..فلاوجد هو..ولا رد وجد!..
استشعرت بظلام كاحل ..يحاوطها من كل الجهات ...
والآن هي تغمض عينيها بشدة ..كأنها تحاول أن تهرب من تلك الصورة التي طالما لاحقتها ...
استقلت اتوبيس الجامعة ..كانت عيناها لا تتوقفان عن الدمع ..حتي اغرقت هاتفها ..كانت تنظر الي رقمه المدون ...وتبكي ..كانت قطرات دمعها تسقط علي كل رقم من رقم هاتفه..
كانت هذة هي الطعنة الاولي منه ...
فجأة ارتسمت علي شفتيها ضحكة ..حزينة ..عندما تذكرت ذلك الشاب
كان زميلا لها بالجامعة قد جلس الي جوارها ..بالأتوبيس ..
وكانت تبحث عن مناديل داخل حقيبتها ..وهي تبكي ..فاخذ يعطيها الواحد تلو الآخر ..وهي تأخذ لا إردايا ..تكاد تكون لا تشعر به جوارها ..حتي استكانت وهدأت ..
التفت اليها ..وسألها في دهشة :هو في حد يقدر يزعل القمر ده! ...
عادت الي منزلها ..كانت اختها تنتظرها علي سلم المنزل..واخذت تهمس لها في فرح..ها عملتي ايه؟..,,احكي كل حاجة حصلت ..
اخذت تنظر لها ..بدهشة وحزن..كانت قد كسرت بحق ...
دق هاتفها في نفس الليلة ..كان هو ..لم تجب
اخذ يدق ويدق ..وفي لنهاية ..ارسل لها رسالة نصها كالاتي ..
"معلش راحت عليا نومة ..متزعليش يا نونو..تتعوض"!
اخذ يدق الهاتف طوال الليل ويرسل برسائل ..اعتذار ..كانت روعتها بدأت تهدأ..أجابته ..
هي:عاوز ايه مش مجتش
هو:بس ياحبيبي متعيطيش عشان خاطري ..
هي:(وبدأ صوت نحيبها يعلو):انت اصلا مش بتحبني لو بتحبني مكنتش تسيبني اولع وتنام ..
هو:والله ياحبيبتي ابدا..دانا باموت فيكي والله نمت غصب عني ..يعني انا هقولك اشوفك ومش هاجي بمزاجي ..
يارب اموت لو مش سامحتيني ..
هي(اخذت تكف كف دموعها..وتهديْ من روعها.):بعد الشر ..
قد تكون سامحته علي هذا الموقف..ولكن الطعنة قد تركت أثرا لم تستطع أيامها ان تداويه ..
مرت عدة ايام وأسابيع علي هذا الموقف ..كانت تستشعر أن حبها له يقل يوما عن يوم
وهو الآخر لم يكن يمنحها من وقته ..إلا ما يريد هو..وما يتناسب مع وقته وأشغاله فقط...
هو:دي رابع مرة تتصلي قلتلك مع صحاااااااابي ..
هي:الساعة بقت 3 الفجر ..هتروح إمتي؟!
هو:قلتلك مع صحابي شوية وراجع..مابحبش الزن
هي:مانت عارف إن النهارده الخميس اليوم الوحيد اللي باعرف أكلمك براحتي ..عشان مفيش جامعة ..
هوّ:حاضر ..إقفلي دلوقتي ..وأنا ربع كده وهروح ...
مرت أكثر من ساعتين ...حتي غفت علي هاتفها ..لم تشعر إلا عندما اهتز هاتفها في الخامسة فجرا..
هي:هو انت لسه راجع! ..ده اللي ربع ساعة !..
هو:معلش ياروح قلبي..والله سهرت معاهم بس
هي:مانت كل يوم معاهم..مستخسر فيا يوم واحد تكون معايا فيه ..
هو:أنا اقدر يامراتي ياحبيبتي ...ده أنا نفسي ابقي جنبك وفحضنك طول عمري ..ومحدش ياخدني منك أبدا ..
هي:طيب استنا اقوم اجيب بيبسي من الثلاجة احسن ريقي ناشف
هو(بعنف):بيبسي ايه انتي مش عاملة رجيم؟!
هي:ماهو النهاردة الكسر
هو:ولا كسر ولا بتاع .مفيش حاجة اسمها كسر اصلا ..
هي:خلاص يامحمد..ما هو انت جاي عشان تنكد عليا قبل ما أنام..
هو:هو أنا لما اقولك حاجة أنا عاوزها أبقي بنكد عليكي ؟!..
اكبري بقي واعقلي ..كده
اخذت تكتم دموعها داخلها حتي لا تبديها وهي تحادثه ..
هو:أنا آسف بس مش قصدي ..والله بحبك وانتي هبلة ومعيطة كده ..باحس انك حبيبتي الضعيفة
لا تعلم لما انتفضت تلك الليلة من مكانها ..كفكفت دموعها ..وسألته في دهشة
هي:هو إنت بتحبني لما انكسر ..واتجرح..؟!
اجابها بإجابة زادت من دهشتها أكثر ...
هو:ابقي كداب لو قلت لا ..
حتي بعد انتظارها لهذه الساعات..لم تكن تجد ما يسر قلبها ..لم تكن تجد كلمة حب..او همسة عشق ..
ما كان يحدثها الا عن فتيات الليل..الفاتنات.. اللاتي رآهن اليوم يمضين في الطرقات ..كانت تعطيه مساحة كبيرة من البوح بكل صدق عما يحدث له
لم تكن تعلم ..أن للمرأة خطوطا حمراء يجب ألا يتعداها الرجل ...كانت في حيرة من أمرها ...هل كان عليها أن تضع هذه الخطوط ..فيزيد من احترامها ..واحترام أنوثتها ..فلا يتكلم عن امراة اخري..
أم أن تتركه يبوح بما يحدث له، ويخطر علي قلبه ..فهي إن لم تتركه..سيكتم في قلبه ما يشتهي ...سيحادثها وهو يفكر في امرأة أخري يشتهيها ...
هل الصواب أن تمنعه ..بالقوة أن يبوح؟..أم أن الصواب من البداية هو أن تختار رجلا لا يري غيرها؟ ..
كان يمضي الى النوم...لايبالي باحتياجها اليه..احتياجها للتحدث معه..إلي الاستماع إلي كلمات الحب والغزل ..حتي يعوضها عن تركه لها طوال اليوم
حتي تصبح أقوي وأقوي...فهي تقاوم كل يوم نظرات..هذا..واعجاب ذاك ..لأجله هو فقط ..
كانت لا تدري..هل أحبت لتصبح وحيدة كما كانت سابقا؟..بدأت تتذكرذلك الشعور ..هو هو..ذاك شعورها داخل تلك البلدة ..شعورها بالظلمة والوحدة ...
لكن الفرق كان أعظم..ففي تلك البلدة ..كانت تري ضوء أمل ..يبشرها بأنه سياتي يوم ستذهب فيه من هذا الظلام...أما الآن فهي تدرك أنه لا أمل في أن تشرق من جديد
كانت تسأل قلبها يوما بعد يوم..كيف ستحيا مع رجل لا يبالي بها ..كانت تعلم جيدا أنه لن يتغير ..سيكون ذلك الزوج الذي يذهب الي فراشه دون اكتراث ..بهذه المرأة التي تجلس إلى جواره
أين هذا الرجل من احلامها !..كانت احلامها بسيطة ..لاتريد سوى وردة يعبر بها عن حبه... اتصال بعد خلودهم الي النوم...ليسمع صوتها ..كأنه اشتاقه رغم مفارقته من دقائق ..
لم يكن هو ذلك الفارس الذي تحلم به..بل علي الاحري لم يكن شيئا سوي عبأ نفسيا ..كبيرا
كانت تريده أن يهاتفها ليطمئن عليها أثناء عودتها من الكلية ...كان يعلم جيدا أن خبرتها بهذه المدينة..وهذه الطرقات.. لاتتعدي خبرة طفل في عامه الخامس..
كان لايبالي بأي شيء...ولا يخشي عليها من أي شيء ...
مرت عدة أيام ..وأتي موعد اللقاء الثاني ..وما يثير الدهشة حقا ..أنه تم مثل الاول ..هي هي نفس الأحداث..وهي هي نفس الوعود بالاستيقاظ والمجيء..لكن هذه المرة ..لم تبك ..ولم تدمع عيناها قط..أدركت حينها انه قد وجب الرحيل ..
تذكر جيدا هذه المكالمة ..الليلية بينهما
هي:انت مبتحافظش عليا..
هوّ:أحافظ علي إيه بقولك نمت.. نمت..
هي{وبدأ صوتها يعلو}:نمت إيه..
يعني اولع انا وأنا قاعدة مستنياك !..
هو:بقولك إيه أنا راجل محبش ست صوتها يعلي عليا ..
هي:إنت لو راجل صحيح ..ماكونتش تسيبني في الشارع استناك واللي رايح واللي جاي يعاكس ويبص ..
وأغلقت الهاتف بوجهه..
كان اول قرار لها .بتركه والابتعاد عنه ..
مرت عدة أيام ..
كان يرسل لها رسائل الاعتذار ..والتوسل ..يذكرها ..بأحلامهم..والطفل الذي ستنجبه يوما ...وتطلق عليه عبدالله
كانت تريده حقا عبدأً لله
لم يكن يدري أن هذه الرسالة قد زادت من غضبها وبغضها ..فقد تذكرت هذا الموقف ..عندما أخذت تحدثه عن هذا الطفل الذي سيكون ثمرة حبهما
هي:انا عاوزاه يكون ..شبهك ..
كانت تنتظر ان يبادلها الكلمة باصرار..بل يشبهك انتي..ولكنه أجابها بغرور
هو:آه شبهي..بس يكون طيب زيك ..
وكأنها لا تمتلك سوى الطيبة ...كان رجلا ..يشعر أي امرأة بحق بانوثتها ومدى جمالها ..إلا هي ..
كانت ترى في عينيه وكلماته..انها اقلهن جمال..واقلهن جاذبية ...كانت تشعر ..بدوران الأرض بها يوما بعد يوم ..
عندما تسمع كلمات الاعجاب من زملائها ..وأقاربها ..بل هي الطفلة ..التي منذ الصغر ..ملقبة بالجميلة..كانت العائلة..لاتتكلم سوي عن جمالها
اذا وضعت طفلة جميلة..سمعت..الجملة التي اعتادتها ..
"دي طالعة جميلة زي نور"
كان هاجس يراودها دائما..أنه ما أتي إلا ليدمرها..كان يتعمد أن يتحدث عن نسائه القدامي..والفنانين والمشاهير ...وعن جمال كل واحدة
إلا هي ...لم تذكر يوما أنه مدح عينيها...و جمالها ...مثل أي عاشق ..أو محب ..
كانت توقن حقا انه يريد أن يدمر ...ثقتها..، والتي كانت دوما مصدر قوتها..لا بل بالأحري...يريد قتل المرأة الواثقة من جمالها..التي تسكنها
مر يومان أو ثلاثة..لاتذكر تحديدا العدد..
التقيا ..بشارعها ..أوقفها رغم أنفها..وأخذ يعتذر ويتوسل لها أن تسامحه..اخذ ينظر الي عينيها ..ويذكرها بحبهما..كانت تري في عينيه ..نظرة تحد واصرار ..وقوة ..كانت تري عينيه
موطن القوة..لأنهما يعلمان جيدا انها تعشقهما ..وهو كذلك يعلم ...
لأجل ذلك بدأ يزداد من القسوة والطعن..لأنه يعلم تماما ..انها لن تتركه
الي أن أتت تلك الليلة ...
كان قد مر علي حبها..أكثر من أربعة اشهر ..حقا لم تبتسم ..أكثر مما بكت ..كانت الصفات السيئة بدأت تبدو شيئا فشيئا ..
الإهمال..والبغض لأهلها ...عدم الغيرة التي طالما ..وجدتها ..بين عينيه حتي وإن حاول هو التظاهر بالغيرة..
كان لايخشي ان ينظر إليها أحد سواه..لكن كل ماكان يخشاه..هو أن يفوز بها احد سواه
كانت في هذه الاثناء ..قد ازدادت الخلافات بينهما ..وكثر ما كان يحد من التفاهم بينهما حول موعد قدومه الي اهلها ..لخطبتها
كانت تنهره بشدة لأنه حتي لايكلف نفسه الذهاب إلي مشروعه الصغير ..لايذهب إليه الا عندما يحل الظلام الكاحل ليلا..فيذهب ..للسهر والمرح مع رفقائه ...حتي فشل المشروع..وتكاثرت الديون عليه..
كان لايبالي كيف سيدبر الأموال للوازم زواجهما ..لايبالي إلا لنزهاته مع رفقائه..وسجائره باهظة الثمن ...لايبالي الا لنفسه ..هو فقط
حتي أتي يوم اشتدت حدة النقاش بينهما..كان ذلك اليوم الذي اخبرتها فيه احدي صديقاتها ...انه غازلها ..لم تكن هذه الصديقة ..أول واحدة تحادثها في هذا الموضوع..فقد حدثتها اثنتان قبلها ..بمغازلته لهما ..
كانت تري بأعين صديقاتها ..الشماته والانتصار ..كأنهن يردن أن يخبرنها ..بجملة واحدة .."رغم أنك الأكثر جمالا والأهم اجتماعيا..إلا أنه يردنا نحن...يلهث ورائنا ..وآسف لاستخدامي ..هذا اللفظ..لكن الرجل اذا ترك الثمين ولهث وراء ...الحقير..كان كالكلب..يلهث وراء العظام ..
هو:والله ما شفتها ولا اعرفها صدقيني يا نونو..خليكي واثقة في نفسك بقي
متدمريش حياتنا عشان دول...يعني انا سبت اللي أجمل منهم عشانك ..وانتي مش واثقة فيا برضه
كانت تحاول التغلب علي نفسها ..وتصديقه..تعلم أنه كاذب لكنها تحاول أن ترغم قلبها علي التصديق ..
وأتي عيد الحب..قامت بشراء هدية صغيرة له..تعبيرا عن حبها له...ومحاولة لتخفيف حدة المشاجرات بينهما ...
أتت احدي قريباتها لزيارتهم..كانت فتاة جميلة بعض الشيء..وكانت مثل تلك البنات تبدي اكثر مما تخفي ..اصطحبت قريبتها ..ودقت هاتف ..حبيبها
هي:عاوزة اشوفك 3دقايق بس ...خليك في المتجر ال...
هو:ليه هو في ايه؟
هي:تعالي بس دلوقتي
أكملت طريقها هي وقريبتها إلي المتجر ..كانت تحمل الهدية بيدها ..
رأته..ورأت تلك النظرة التي لن تنساها ..إلي أن ينتهي ما بقي من عمرها
تلك النظرة ..الحقيرة..الجنسية البذيئة ..إلي قريبتها ..حاولت ان تكذب نفسها ..ولكن تأكد ظنها..عندما دنا منها برفق..وهمس لها
هو(موجها النظر الي قريبتها ):ده ايه الصاروخ.... اللي معاكي دي ..؟!
...سقطت الهدية من يدها ..تجمع الدمع بعينيها ...نظرت إليه باحتقار..ودهشة ..
طأطأت رأسها...في حسرة..وخزي..وهرولت مسرعة.. ومضت ..
بدأت ترتسم علي وجهها معالم الحزن شيئا فشيئا ..ذهبت بمخيلتها الي ذاك اليوم ..او بالاحري تلك الليلة..
كانت اولي ايامها داخل الجامعة ..لكن الجامعة اصبحت لا تمثل لها شيئا..وكأـن الجامعة كانت لها ..موضع التقاء نصفها الاخر..فعندما وجدته خارج الجامعة..اصبحت الجامعة سرابا..لايمثل لها شيئا..سوى عبء الذهاب يوميا..لاستذكار دروس وحسابات معقدة تبغضها كثيرا..فهي تكره هذه المواد..وهذه الدراسة...
وتنوي داخل قرارة نفسها ..ألاتعمل.. فهي قد رسمت علي رمال البحر ..قصرا ستحيا به مع حبيبها.. لن تعمل، ولن يشغلها غيره ..لم تكن تدري أن أكبر خطأ يمكن ان ترتكبه المرأة ان تحيا لأجل رجل!...أن تدور حول محور واحد..هو سعادته!
قضت نصف ليلتها ترتدي الثياب وتخلعها.. كانت في حيرة من أمرها ..أي الثياب سيبدي جمالها ..أي الثياب ستظهرها نحيفة اكثر ..كانت تتردد بين هذا وذاك..
هذا اللون يبدي جمال وجهها أكثر ..لكن هذا يبديها أكثر نحافة ..وهذا يبديها ممشوقة القوم اكثر ..حتى استقرت علي احداهم ..لازالت حتي اليوم تحتفظ به داخل غرفتها الكبيرة ...بعقارها ..الذي أهداها اياه زوجها ..طليقها ..لا بل غادرها ..حتي نصدق القول ...
اخذت تتذكر تلك الليلة ..وما دار بينها وبين حبيبها ..
هي:أنا زهقت نفسي اشوفك أوي ومش بقيت بعرف انزل عشان الكلية ..
هو:خلاص أنا اجيلك الكلية ..ونقعد في أي حتة ..
هي:بجد ؟..
ثم بدأ يتسلل الخوف إليها
وأكملت حديثها في رهبة
هي:بس افرض حد شافنا ؟..
هو:مش مهم ..إنتي حبيبتي.. مش مهم الناس كلها تعرف إني بحبك وإنتي بتحبيني! إنتي قريب هتكوني جزء من حياتي..أنا مش بعتبرك واحدة بحبها وخلاص ..
متخافيش بقي ..
كانت تظن في الماضي أنه يريد أن يقتل الخوف الذي يسكنها ..منذ الصغر ..لكن الآن أدركت أنه كان لايخشي عليها ..لا يبالي إذا أصابها أذي بسببه
استرخت برأسها علي وسادتها ..وأخذت تسبح وتسبح في عالمها الاخر ..ماذا سيحدث غدا؟ ..كيف ستكلمه وجها لوجه دون أن تخشي شيئا؟..حقا ستنظر في عينيه
كم احبتهم ..كم تمنت الزواج منه فقط لأجل أن تستيقظ ..فتري هاتين العينين ..يغفونها بين أحضانهما ..
ولكن فجأة استيقظت من عالمها ..وانتفضت ..لقد نسيت أن زجاجة عطرها قد كسرت ...
اخذت تفكر وتفكر ماذا ستفعل..إلى أن استقر بها التفكير..ان تطلب عطرا من الصيدلية ..كان آخر ما بقي معها من نقود..كانت قد مضت توفر في هذه النقود منذ أكثر من شهرين ..لتشتري بها اكسسورات تريدها ..كانت قد رأتها ..ولكن ثمنها كان باهظا ..فآثرت ألا تطلب ثمنها من والديها وتدبر هي النقود لشرائها...
لم تبال بأن النقود سوف تفني، ولن تقوم بشراء ما تريد ..
كل ما كان يشغلها هو مظهرها أمامه غدا ..رائحتها ..ثوبها ..كل شيء ..يجب أن يكون علي أتم وجه
استيقظت باكرا ...تناولت هاتفها ..وتحدثت اليه
هي:صحيت؟ ..
هو:منمتش اصلا ..كنت بلعب بلاي ستيشن ..
هي:طيب وهاتيجي ازاي
هو:ملكيش دعوة أنا واخد علي كده ..المهم إنتي يلا البسي ..وروحي الكلية
وأنا ساعة وهالبس واجيلك ...
اغلقت هاتفها ..وارتدت ثيابها ..وذهبت الي الكلية ..مضت المحاضرة الاولي.. ثم الثانية ..
اخذت تدق الهاتف مرة ...ثم الثانية ...ثم الثالثة ..
لايوجد رد ...هذا ما وجدت ..منه
اخذت تدق المرة تلو الأخري ..ولكن دون .جدوي
كان قد مر أكثر من ساعتين أو أكثر..فلاوجد هو..ولا رد وجد!..
استشعرت بظلام كاحل ..يحاوطها من كل الجهات ...
والآن هي تغمض عينيها بشدة ..كأنها تحاول أن تهرب من تلك الصورة التي طالما لاحقتها ...
استقلت اتوبيس الجامعة ..كانت عيناها لا تتوقفان عن الدمع ..حتي اغرقت هاتفها ..كانت تنظر الي رقمه المدون ...وتبكي ..كانت قطرات دمعها تسقط علي كل رقم من رقم هاتفه..
كانت هذة هي الطعنة الاولي منه ...
فجأة ارتسمت علي شفتيها ضحكة ..حزينة ..عندما تذكرت ذلك الشاب
كان زميلا لها بالجامعة قد جلس الي جوارها ..بالأتوبيس ..
وكانت تبحث عن مناديل داخل حقيبتها ..وهي تبكي ..فاخذ يعطيها الواحد تلو الآخر ..وهي تأخذ لا إردايا ..تكاد تكون لا تشعر به جوارها ..حتي استكانت وهدأت ..
التفت اليها ..وسألها في دهشة :هو في حد يقدر يزعل القمر ده! ...
عادت الي منزلها ..كانت اختها تنتظرها علي سلم المنزل..واخذت تهمس لها في فرح..ها عملتي ايه؟..,,احكي كل حاجة حصلت ..
اخذت تنظر لها ..بدهشة وحزن..كانت قد كسرت بحق ...
دق هاتفها في نفس الليلة ..كان هو ..لم تجب
اخذ يدق ويدق ..وفي لنهاية ..ارسل لها رسالة نصها كالاتي ..
"معلش راحت عليا نومة ..متزعليش يا نونو..تتعوض"!
اخذ يدق الهاتف طوال الليل ويرسل برسائل ..اعتذار ..كانت روعتها بدأت تهدأ..أجابته ..
هي:عاوز ايه مش مجتش
هو:بس ياحبيبي متعيطيش عشان خاطري ..
هي:(وبدأ صوت نحيبها يعلو):انت اصلا مش بتحبني لو بتحبني مكنتش تسيبني اولع وتنام ..
هو:والله ياحبيبتي ابدا..دانا باموت فيكي والله نمت غصب عني ..يعني انا هقولك اشوفك ومش هاجي بمزاجي ..
يارب اموت لو مش سامحتيني ..
هي(اخذت تكف كف دموعها..وتهديْ من روعها.):بعد الشر ..
قد تكون سامحته علي هذا الموقف..ولكن الطعنة قد تركت أثرا لم تستطع أيامها ان تداويه ..
مرت عدة ايام وأسابيع علي هذا الموقف ..كانت تستشعر أن حبها له يقل يوما عن يوم
وهو الآخر لم يكن يمنحها من وقته ..إلا ما يريد هو..وما يتناسب مع وقته وأشغاله فقط...
هو:دي رابع مرة تتصلي قلتلك مع صحاااااااابي ..
هي:الساعة بقت 3 الفجر ..هتروح إمتي؟!
هو:قلتلك مع صحابي شوية وراجع..مابحبش الزن
هي:مانت عارف إن النهارده الخميس اليوم الوحيد اللي باعرف أكلمك براحتي ..عشان مفيش جامعة ..
هوّ:حاضر ..إقفلي دلوقتي ..وأنا ربع كده وهروح ...
مرت أكثر من ساعتين ...حتي غفت علي هاتفها ..لم تشعر إلا عندما اهتز هاتفها في الخامسة فجرا..
هي:هو انت لسه راجع! ..ده اللي ربع ساعة !..
هو:معلش ياروح قلبي..والله سهرت معاهم بس
هي:مانت كل يوم معاهم..مستخسر فيا يوم واحد تكون معايا فيه ..
هو:أنا اقدر يامراتي ياحبيبتي ...ده أنا نفسي ابقي جنبك وفحضنك طول عمري ..ومحدش ياخدني منك أبدا ..
هي:طيب استنا اقوم اجيب بيبسي من الثلاجة احسن ريقي ناشف
هو(بعنف):بيبسي ايه انتي مش عاملة رجيم؟!
هي:ماهو النهاردة الكسر
هو:ولا كسر ولا بتاع .مفيش حاجة اسمها كسر اصلا ..
هي:خلاص يامحمد..ما هو انت جاي عشان تنكد عليا قبل ما أنام..
هو:هو أنا لما اقولك حاجة أنا عاوزها أبقي بنكد عليكي ؟!..
اكبري بقي واعقلي ..كده
اخذت تكتم دموعها داخلها حتي لا تبديها وهي تحادثه ..
هو:أنا آسف بس مش قصدي ..والله بحبك وانتي هبلة ومعيطة كده ..باحس انك حبيبتي الضعيفة
لا تعلم لما انتفضت تلك الليلة من مكانها ..كفكفت دموعها ..وسألته في دهشة
هي:هو إنت بتحبني لما انكسر ..واتجرح..؟!
اجابها بإجابة زادت من دهشتها أكثر ...
هو:ابقي كداب لو قلت لا ..
حتي بعد انتظارها لهذه الساعات..لم تكن تجد ما يسر قلبها ..لم تكن تجد كلمة حب..او همسة عشق ..
ما كان يحدثها الا عن فتيات الليل..الفاتنات.. اللاتي رآهن اليوم يمضين في الطرقات ..كانت تعطيه مساحة كبيرة من البوح بكل صدق عما يحدث له
لم تكن تعلم ..أن للمرأة خطوطا حمراء يجب ألا يتعداها الرجل ...كانت في حيرة من أمرها ...هل كان عليها أن تضع هذه الخطوط ..فيزيد من احترامها ..واحترام أنوثتها ..فلا يتكلم عن امراة اخري..
أم أن تتركه يبوح بما يحدث له، ويخطر علي قلبه ..فهي إن لم تتركه..سيكتم في قلبه ما يشتهي ...سيحادثها وهو يفكر في امرأة أخري يشتهيها ...
هل الصواب أن تمنعه ..بالقوة أن يبوح؟..أم أن الصواب من البداية هو أن تختار رجلا لا يري غيرها؟ ..
كان يمضي الى النوم...لايبالي باحتياجها اليه..احتياجها للتحدث معه..إلي الاستماع إلي كلمات الحب والغزل ..حتي يعوضها عن تركه لها طوال اليوم
حتي تصبح أقوي وأقوي...فهي تقاوم كل يوم نظرات..هذا..واعجاب ذاك ..لأجله هو فقط ..
كانت لا تدري..هل أحبت لتصبح وحيدة كما كانت سابقا؟..بدأت تتذكرذلك الشعور ..هو هو..ذاك شعورها داخل تلك البلدة ..شعورها بالظلمة والوحدة ...
لكن الفرق كان أعظم..ففي تلك البلدة ..كانت تري ضوء أمل ..يبشرها بأنه سياتي يوم ستذهب فيه من هذا الظلام...أما الآن فهي تدرك أنه لا أمل في أن تشرق من جديد
كانت تسأل قلبها يوما بعد يوم..كيف ستحيا مع رجل لا يبالي بها ..كانت تعلم جيدا أنه لن يتغير ..سيكون ذلك الزوج الذي يذهب الي فراشه دون اكتراث ..بهذه المرأة التي تجلس إلى جواره
أين هذا الرجل من احلامها !..كانت احلامها بسيطة ..لاتريد سوى وردة يعبر بها عن حبه... اتصال بعد خلودهم الي النوم...ليسمع صوتها ..كأنه اشتاقه رغم مفارقته من دقائق ..
لم يكن هو ذلك الفارس الذي تحلم به..بل علي الاحري لم يكن شيئا سوي عبأ نفسيا ..كبيرا
كانت تريده أن يهاتفها ليطمئن عليها أثناء عودتها من الكلية ...كان يعلم جيدا أن خبرتها بهذه المدينة..وهذه الطرقات.. لاتتعدي خبرة طفل في عامه الخامس..
كان لايبالي بأي شيء...ولا يخشي عليها من أي شيء ...
مرت عدة أيام ..وأتي موعد اللقاء الثاني ..وما يثير الدهشة حقا ..أنه تم مثل الاول ..هي هي نفس الأحداث..وهي هي نفس الوعود بالاستيقاظ والمجيء..لكن هذه المرة ..لم تبك ..ولم تدمع عيناها قط..أدركت حينها انه قد وجب الرحيل ..
تذكر جيدا هذه المكالمة ..الليلية بينهما
هي:انت مبتحافظش عليا..
هوّ:أحافظ علي إيه بقولك نمت.. نمت..
هي{وبدأ صوتها يعلو}:نمت إيه..
يعني اولع انا وأنا قاعدة مستنياك !..
هو:بقولك إيه أنا راجل محبش ست صوتها يعلي عليا ..
هي:إنت لو راجل صحيح ..ماكونتش تسيبني في الشارع استناك واللي رايح واللي جاي يعاكس ويبص ..
وأغلقت الهاتف بوجهه..
كان اول قرار لها .بتركه والابتعاد عنه ..
مرت عدة أيام ..
كان يرسل لها رسائل الاعتذار ..والتوسل ..يذكرها ..بأحلامهم..والطفل الذي ستنجبه يوما ...وتطلق عليه عبدالله
كانت تريده حقا عبدأً لله
لم يكن يدري أن هذه الرسالة قد زادت من غضبها وبغضها ..فقد تذكرت هذا الموقف ..عندما أخذت تحدثه عن هذا الطفل الذي سيكون ثمرة حبهما
هي:انا عاوزاه يكون ..شبهك ..
كانت تنتظر ان يبادلها الكلمة باصرار..بل يشبهك انتي..ولكنه أجابها بغرور
هو:آه شبهي..بس يكون طيب زيك ..
وكأنها لا تمتلك سوى الطيبة ...كان رجلا ..يشعر أي امرأة بحق بانوثتها ومدى جمالها ..إلا هي ..
كانت ترى في عينيه وكلماته..انها اقلهن جمال..واقلهن جاذبية ...كانت تشعر ..بدوران الأرض بها يوما بعد يوم ..
عندما تسمع كلمات الاعجاب من زملائها ..وأقاربها ..بل هي الطفلة ..التي منذ الصغر ..ملقبة بالجميلة..كانت العائلة..لاتتكلم سوي عن جمالها
اذا وضعت طفلة جميلة..سمعت..الجملة التي اعتادتها ..
"دي طالعة جميلة زي نور"
كان هاجس يراودها دائما..أنه ما أتي إلا ليدمرها..كان يتعمد أن يتحدث عن نسائه القدامي..والفنانين والمشاهير ...وعن جمال كل واحدة
إلا هي ...لم تذكر يوما أنه مدح عينيها...و جمالها ...مثل أي عاشق ..أو محب ..
كانت توقن حقا انه يريد أن يدمر ...ثقتها..، والتي كانت دوما مصدر قوتها..لا بل بالأحري...يريد قتل المرأة الواثقة من جمالها..التي تسكنها
مر يومان أو ثلاثة..لاتذكر تحديدا العدد..
التقيا ..بشارعها ..أوقفها رغم أنفها..وأخذ يعتذر ويتوسل لها أن تسامحه..اخذ ينظر الي عينيها ..ويذكرها بحبهما..كانت تري في عينيه ..نظرة تحد واصرار ..وقوة ..كانت تري عينيه
موطن القوة..لأنهما يعلمان جيدا انها تعشقهما ..وهو كذلك يعلم ...
لأجل ذلك بدأ يزداد من القسوة والطعن..لأنه يعلم تماما ..انها لن تتركه
الي أن أتت تلك الليلة ...
كان قد مر علي حبها..أكثر من أربعة اشهر ..حقا لم تبتسم ..أكثر مما بكت ..كانت الصفات السيئة بدأت تبدو شيئا فشيئا ..
الإهمال..والبغض لأهلها ...عدم الغيرة التي طالما ..وجدتها ..بين عينيه حتي وإن حاول هو التظاهر بالغيرة..
كان لايخشي ان ينظر إليها أحد سواه..لكن كل ماكان يخشاه..هو أن يفوز بها احد سواه
كانت في هذه الاثناء ..قد ازدادت الخلافات بينهما ..وكثر ما كان يحد من التفاهم بينهما حول موعد قدومه الي اهلها ..لخطبتها
كانت تنهره بشدة لأنه حتي لايكلف نفسه الذهاب إلي مشروعه الصغير ..لايذهب إليه الا عندما يحل الظلام الكاحل ليلا..فيذهب ..للسهر والمرح مع رفقائه ...حتي فشل المشروع..وتكاثرت الديون عليه..
كان لايبالي كيف سيدبر الأموال للوازم زواجهما ..لايبالي إلا لنزهاته مع رفقائه..وسجائره باهظة الثمن ...لايبالي الا لنفسه ..هو فقط
حتي أتي يوم اشتدت حدة النقاش بينهما..كان ذلك اليوم الذي اخبرتها فيه احدي صديقاتها ...انه غازلها ..لم تكن هذه الصديقة ..أول واحدة تحادثها في هذا الموضوع..فقد حدثتها اثنتان قبلها ..بمغازلته لهما ..
كانت تري بأعين صديقاتها ..الشماته والانتصار ..كأنهن يردن أن يخبرنها ..بجملة واحدة .."رغم أنك الأكثر جمالا والأهم اجتماعيا..إلا أنه يردنا نحن...يلهث ورائنا ..وآسف لاستخدامي ..هذا اللفظ..لكن الرجل اذا ترك الثمين ولهث وراء ...الحقير..كان كالكلب..يلهث وراء العظام ..
هو:والله ما شفتها ولا اعرفها صدقيني يا نونو..خليكي واثقة في نفسك بقي
متدمريش حياتنا عشان دول...يعني انا سبت اللي أجمل منهم عشانك ..وانتي مش واثقة فيا برضه
كانت تحاول التغلب علي نفسها ..وتصديقه..تعلم أنه كاذب لكنها تحاول أن ترغم قلبها علي التصديق ..
وأتي عيد الحب..قامت بشراء هدية صغيرة له..تعبيرا عن حبها له...ومحاولة لتخفيف حدة المشاجرات بينهما ...
أتت احدي قريباتها لزيارتهم..كانت فتاة جميلة بعض الشيء..وكانت مثل تلك البنات تبدي اكثر مما تخفي ..اصطحبت قريبتها ..ودقت هاتف ..حبيبها
هي:عاوزة اشوفك 3دقايق بس ...خليك في المتجر ال...
هو:ليه هو في ايه؟
هي:تعالي بس دلوقتي
أكملت طريقها هي وقريبتها إلي المتجر ..كانت تحمل الهدية بيدها ..
رأته..ورأت تلك النظرة التي لن تنساها ..إلي أن ينتهي ما بقي من عمرها
تلك النظرة ..الحقيرة..الجنسية البذيئة ..إلي قريبتها ..حاولت ان تكذب نفسها ..ولكن تأكد ظنها..عندما دنا منها برفق..وهمس لها
هو(موجها النظر الي قريبتها ):ده ايه الصاروخ.... اللي معاكي دي ..؟!
...سقطت الهدية من يدها ..تجمع الدمع بعينيها ...نظرت إليه باحتقار..ودهشة ..
طأطأت رأسها...في حسرة..وخزي..وهرولت مسرعة.. ومضت ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق